و رأيتهـا والـورد لـوّن خدهـا
في موقـف للبـاص ذات مسـاء
فأخذت أسرق نظرة فـي خلسـة
منهـا وتفعـل مثلهـا بـذكـاء
ودنوت منهـا خطـوة وسألتهـا
هل تنعميـن علـى فتـى بلقـاء
فرأيتها قد أعرضت فـي جفـوة
وتباعـدت عنـي بكـل حـيـاء
وقربـت منهـا ثانيـا فتبسمـت
فظننت أنـي قـد أجيـب ندائـي
قلت اصدقيني هل أراك فـي غـد
أم سوف أترك هائمـا بفضائـي
قالت رويدك لست ممن قد تظـن
أومـن يلبـي رغبـة السفهـاء
لو كان مثلك من يجول بخاطـري
(لسفكت دمعي عندهم ودمائـي)
لي أربـع مـن أنجـم وأبوهـم
قمـر يبـدد حلـكـة الظلـمـاء
هم في حياتي نسغ قلبـي فاتعـظ
أتراك لـم تسمـع عـن العنقـاء
قلت اعذريني قد أسفت لمـا بـدا
إن تعذرين أكـن مـن السعـداء
وندمت أني قـد أسـأت لمثلهـا
فـي رغبـة ممزوجـة بغـبـاء
وعلمت أن العيش لاعيش سـوى
ماكـان يكسـى بـردة الشرفـاء
فبـه سنرقـى للعـلا وبمثـلـه
تتخلص الدنيـا مـن الرخصـاء
قد كان درسي في الهوى إن صنته
أسكنـت نفسـي ذروة العلـيـاء