<< السراب >>
فَرَسُ السلامِ كَبا بكـم فترجّلـوا
للمُهْـرِ خَيّـالٌ يقاتـلُ فانزِلـوا
وَدَعُوا العروبةَ كي تلمَّ جراحَها
فنزيفُها بين الضلـوعِ جـداولُ
ما السلمُ إلا دُمْيَـةٌ يلهـو بهـا
مَنْ سيفُه فوق الظهـورِ زلازلُ
لا تلعقوا طبقَ السـلامِ مَهانـةً
فسلامهم بين الشعـوب قنابـل
يا مَنْ يُشَيِّدُ للسـلامِ -منـازلاً-
قد دُمرتْ فوق السـلامِ منـازلُ
يا مَنْ تَحَنّطَ في كهوفِ وعودِهم
عُدْ للحقيقةِ فالهمـومُ حوامـلُ
أَنسيتَ -بيروتَ- العذابَ وقلبُها
بدمِ المجازرِ يستحمُّ ويُغْسَـلُ؟!
أنسيتَ -صبرا- والجراحُ تَلُفُّها
والويلُ يغدو بالجحيمِ وَيُقْبِـلُ؟!
هَزُلَتْ رجالُك يا سلامُ وَهُزّئـتْ
كَفٌّ على بـابِ العـدا تتسـولُ
يا زارعينَ الوردَ في صحرائهـم
لن تَستقرَّ على الرمالِ مشاتـلُ
يا ساكبينَ الزيتَ في مصباحهم
لن تُستضاءَ مع الرياحِ مشاعـلُ
لا تَقْرعوا بابَ السلامِ فخيلُهـم
فوق العروبةِ بالرماحِ تُصاهـلُ
صهيونُ يطمعُ أن يضمَّ -فراتَنا-
والنيلُ فـي أحلامهـم يتمايـلُ
فَدَعُوا القضيةَ للصغارِ تصونهـا
فالطفـلُ مُـرٌّ لحمـه لا يؤكـلُ
درب الكفـاحِ طويلـةٌ ومريـرةٌ
ولها رجالٌ كالصواعـقِ تنـزلُ
يا زاحفين على الجباهِ وكفهـم
بيـن العواصـمِ ذِلَّـةً يتوسـلُ
كل البياناتِ التـي فـي جيبكـم
عند الرصاصةِ تستقيل وترحـلُ
*********